ذيل الحياة...
وفلسفة البقاء بقلم: أ. مازن
أبو عيد
لا يكون الإنسان
إنساناً إلا إذا اتصف بالمعاني الأبدية التي وجدت به بناءً على فلسفة البقاء
ومقاومة الفناء، وفي وسط هذه الحياة التي يشبه داخلها بحراً متصارع الأمواج، شديد
التلاطم، عميق الغور، تتجلى هذه الفلسفة للمحافظة على ما تبقى من الإنسانية، وسط
صراعات الأمم، وفناء الحضارات، والتجاذبات البيولوجية...
وإن جوف الإنسان؛
صبر وتحمل، وعطف ورحمة، وتعامل وخلق؛ إذا وجد الصبر كانت الرحمة، وكان العطف وحسن
التعامل مع الآخرين، ما يظهر الخلق الكريم، والذوق السليم، والإنسان الحكيم، الأمر
الذي يؤدي إلى ما دعا إليه الإسلام العظيم، من التآخي والتراحم، والتعاطف والوئام،
وأن المؤمنين جسدٌ واحد، كل هذا يدور في فلك واضح - لا يخفى إلا على كل أحمق فاجر،
أخذ الحياة لهواً ولعباً، ونسي أن حفظ النفس والنسل من الضرورات الخمس- وهو:
الوحدة وأهميتها في المجتمع.
لذلك وجب علينا
في هذه الفترة – ذيل الحياة/ فايروس كورونا- أن نكون جسداً واحداً، ننبذ كل
الخلافات، ونتبع تعاليم ديننا التي نسيناها وسط ملذات الحياة العجيبة، ونطبق فلسفة
البقاء.
يجب علينا أن
نتبع كلام الهادي المصطفى رسول الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ونتخذه قانوناً
لاجتياز المحنة، حيث قال: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"، وقال: "لَا
يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"، وقال: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ،
وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، ونأخذ بكلام عمرو بن
العاص في الطاعون، حيث قال: "أيها الناس إن الطاعون كالنار المشتعلة وأنتم
وقودها فتفرقوا حتى لا تجد النار ما يشعلها فتنطفئ وحدها".
أيها القارئ
الكريم وجب عليك الانضباط وإدارة الأزمة بحكمة ودهاء، لا تتهاون فتنكفئ، ولا تسخر
فتبلى، ولا تشمت فتعاقب، ولا تكن كالأعرابي الذي أطال القيام، فأعجب الناس به،
ورفعوا أصواتهم يمدحونه ويصفونه بالصلاح، فقطع الصلاة، وقال لهم: مع هذا إني صائم،
والوباء نار إذا أضرمت أصبح حالك كحال الثور الذي قال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض،
وعليك أخي الحبيب اتباع تعاليم الدين الإسلامي، وما ورد عن الرسول الكريم وصحابته
الغر الميامين، ولا تجعل قول الشاعر ينطبق عليك:
نــدعــــوه فـــي
الـــبــحــر أن يــنجــي سفــيــنــتــنـــــا فــــإن رجــــعــــنـــــا إلــــى
الـــشـــاطــئ عــصــيــنــــاهُ
واتبع
إرشادات الجهات المختصة وأصحاب الأمر، ولا تكن قاتل أخيك، واحمي نفسك وغيرك من هذا
البلاء الخطير، وادعُ الله أن يرفع عنا، ويرحمنا حتى ندرك مساجد الغني العظيم،
القوي الشديد، ونعمرها بالصلاة والقرآن وحلقات الذكر والعلم.
إذن
لا تهلع، ولا تكن قاتل أخيك، ولا تخرج من منزلك حتى لا تكون وقوداً للكورونا،
التزم بيتك وادعُ ربك...
الخميس
26 مارس 2020م
أ. مازن
أبو عيد
رائع ي صديق♥️
ردحذفقلت فأجملت فنصحت فصدقت ☘️