المعرب
والمبنيّ من أقسام الكلمة
هذا
الموضوع هو المدخل الثاني والأهمّ لفهم النحو واكتساب القدرة على التعامل الحسن مع
تفصيلاته وتفريعاته المتداخلة. وكثير من الدارسين الذين يجدون صعوبةً في دراسة
النحو ، ويشكون الضعفَ في تطبيقه على الوجه الصحيح تبدأ مشكلتُهم مع النحو من هذا
الموضوع؛ ذلك لأنّهم يتجاوزونه دون فهم جيّد ظانّين أنّهم قادرون على فهم ما بعده،
وأنّه يمكنُهم المواصلةُ في الموضوعات اللاحقة دون الحاجة لاستيعاب هذا المدخل
وفهمِه فهمًا جيّدًا.
ولذلك
لابدّ من العناية التامة بهذا الموضوع، والتأنّي في قراءته، والتدرّبِ عليه، قبل
الانتقال منه إلى ما بعده من الموضوعات؛ لأنّ مَن فَهِم هذا المدخل سَهُل عليه فَهمُ
ما بعده من موضوعات وتفريعات، وأصبح قادرًا على التطبيق الإعرابي
وهذا المدخل يشمل المباحث الآتية:
1.
تعريف المعرب
والمبنيّ من الكلمات.
2.
بيان المعرب والمبنيّ
من أقسام الكلمة (الاسم والفعل والحرف).
3.
أنواع الإعراب
(أحكامه).
4.
علاماته الأصلية
والفرعية.
5.
الإعراب الظاهر
والإعراب المقدّر.
1. تعريف المعرب والمبنيّ:
تنقسم
الكلمةُ (الاسم والفعل والحرف) قسمين ، هما: المعرب والمبنيّ.
فالمعرب : هو الذي يتغيّر آخره بتغيّر موقعه من
الجملة.
مثل
كلمة (معاذ) وكلمة (يكتب) في الجمل الآتية:
نظرت
إلى معاذٍ وهو يكتبُ رسالة ، وإنّ معاذًا
لم يكتبْ رسالة ، ومعاذٌ لن يكتبَ
رسالةً. فحركة حرف الذال من (معاذ) وحرف الباء من (يكتب) تغيّرت
بسبب تغيّر موقع الكلمتين من الجملة، أو بعبارة أخرى بسبب تغيّر العوامل الداخلة
على الكلمتين. وهذا يعنى أن الكلمتين: (معاذ) وهو اسم و(يكتب) وهو
فعل مضارع معربتان.
أمّا
المبنيّ
: فهو الذي لا يتغيّر آخره بسبب تغيّر موقعه من الجملة.
أيْ
أنّ آخره ثابت على حركة واحدة مهما تغيّر مكانه من الجملة، ومهما تغيّرت العوامل
الداخلة عليه، ومثال ذلك : كلمة (هؤلاءِ) في الجمل الآتية:
جاء
هؤلاءِ مبكّرين ، وأكرمتُ هؤلاءِ الرجال، وذهبت إلى هؤلاءِ
العلماء، وهؤلاءِ طلاب جادّون. فحركة آخر (هؤلاء) ثابتة، وهي
الكسر في كل المواقع التي جاءت فيها هذه الكلمة في الجمل السابقة، ممّا يدلّ على
أنّها كلمة مبنيّة.
وغنيّ
عن البيان هنا القولُ بأنّ التعاملَ مع المبنيّ أسهلُ وأيسرُ من التعامل مع
المعرب؛ لأنّ آخرَ المبنيّ ثابتٌ على حركة واحدة في جميع الاستعمالات، وهذا يعني
أنّ الذي يحتاج إلى عناية ودراسة واهتمام هو المعرب؛ لأنّه هو المُتغيّر، وهو الذي
يكون فيه الخطأ واللحنُ في الإعراب.
2. بيان المعرب والمبنيّ
من أقسام الكلمة (الاسم والفعل والحرف):
في
هذا المبحث سيُعاد تقسيمُ أنواع الكلمة على المعرب والمبنيّ :
فالأسماء
: أكثرها معربة، والمبنيّ منها قليل، وسيأتي بعد قليل سردٌ سريع للمبنيّات من
الأسماء.
وهذا
يعني المزيد من العناية بالأسماء؛ لأنّ أكثرها معرب.
أمّا
الأفعال:
فالأصل
والأكثر فيها أنّها مبنيّة ، والمعربُ منها هو الفعلُ المضارع الذي لم تتّصل بآخره
نون النسوة أو نون التوكيد، وبعبارة تفصيلية يمكن أنْ نقول:
الفعل
الماضي:
دائمًا مبنيّ، ولذا يقال في إعرابه : فعل ماضٍ مبنيّ.
فعل
الأمر:
دائمًا مبنيّ، ولذا يقال في إعرابه : فعلُ أمر مبنيّ.
الفعل
المضارع:
معرب إذا تجرّد من نون التوكيد أو نون النسوة، مثل (يأمر) في الجمل الآتية:
المؤمن يأمُرُ
بالمعروف ، والصادق لن يأمرَ بالسوء ، والوالد لم يأمرْ
ولدَه بالشرّ. فحرف الراء من الفعل المضارع (يأمر) تغيّرت حركته بسبب تغيّر
العوامل التي سبقت الفعل؛ ولهذا فهو فعلٌ معربٌ. وهو بهذا يشبه الأسماء المعربة؛
ولذلك سُمّي مضارعًا، أي مشابهًا للاسم في أنّه معرب وليس مبنيًّا.
أمّا
إذا اتّصل بالفعل المضارع نونُ النسوة أو نون التوكيد فإنه يتحوّل إلى:
مبنيّ
على السكون مع نون النسوة، مثل : النساء يأمرْن أولادهنّ بالخير ،
والأمّهات لن يأمرْن أولادهن بالسوء، والموظّفات لمْ يامرْن
العاملة بالخروج.
ومبنيّ
على الفتح مع نون التوكيد، مثل : لاتذهبَنّ يا محمد إلى السوق،
وواللهِ لَيذهَبَنّ صالح.
وأمّا
الحروف:
(حروف
المعاني) فهي مبنيّة كلُّها .
وهذا
يعني أنّ الذي يحتاج إلى عناية ورعاية واهتمام هو المعرب من الأسماء، والفعل
المضارع المعرب (الذي لم تتصل به نون التوكيد أو نون النسوة)؛ لأنّه هو الذي يتغير
آخره بتغيّر موقعه من الجملة.
أمّا
المبنيّ من الأسماء والأفعال فأمرُه في الجانب التطبيقي أيسر وأسهل من المعرب؛
لأنّه لا يتغيّر آخره بتغير موقعه من الجملة بل هو ثابت على حركة واحدة في جميع
المواضع.
وفيما يأتي سرد سريع لأبرز الأسماء المبنيّة:
· الضَّمائِرُ: وهي
أهم المبنيّات، وأكثرها استعمالاً، ولهذا سيكون بيانها مفصّلاً، وهي مجموعتان:
المجموعة الأولى: الضمائر المنفصلة
وهي التي تستقل بنفسها، أي يمكن أن تقع في أول الكلام، نحو: أنت صادق،
كما يمكن أن تقع بعد (إلاّ)، مثل: ما جاء إلا أنتم.
وهي قسمان: للرفع والنصب:
1. ضمائر الرفع: وعددها (12) اثنا عشر ضميرًا، هي:
للمتكلّم: أنا، نحن.
للمخاطب: أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتنَّ.
للغائب: هوَ، هي، هما، همْ، هنَّ.
2. ضمائر النصب: وعددها أيضًا (12) اثنا عشر ضميرًا، هي :
للمتكلم: إيّاي، إيانا.
للمخاطب: إيّاكَ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكنّ.
للغائب: إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهنَّ.
المجموعة الثانية: الضمائر المتصلة:
وهي ما اتصلت بغيرها من الكلمات، وهي ضمائر للرفع، وضمائر للنصب أو الجر، وضمير
للرفع أو النصب أو الجر:
1. ضمائر الرفع: وعددها (5) خمسة ضمائر، هي:
(التاء) المتحركة، مثل: كتبتُ أو كتبتَ، أو كتبتِ، و(ياء) المخاطبة، مثل: اذهبى ،
وتذهبين، و(ألف) الاثنين، مثل: اذهبا، الرجلان حضرا، وهما يسمعان، و(واو) الجماعة،
مثل: اسمعوا، والرجال ذهبوا، وهم سيحضرون ، و(نون) النسوة، مثل: اكتبْنَ، والطالبات
كتَبْنَ، وهنّ يكتبْنَ.
2. ضمائر النصب أو الجر: وعددها (3) ضمائر،
هي:
(ياء) المتكلم، مثل: أكرمني ، ومرّ بي في بيتي : الياء
الأولى التي في: (أكرمني) في محل نصب مفعول به، والثانية التي في: (بي) في محل جر
بحرف الجر، والثالثة التي في: (بيتي) في محل جر مضاف إليه.
(كاف) المخاطب، مثل: أكرمتك ومررت بك في بيتك.
(هاء) الغائب، مثل: أكرمته ومررت به في بيته.
3. ضمير واحد يقع في المواقع الثلاثة (الرفع، أو النصب، أو الجر)، وهو:
(نا) المتكلِّمين، مثل: قُمنا، وأكرَمَنا، ودارُنا.
· أسماءُ
الإِشَارَةِ:
وهي ما يدلّ على شيء معيّن مع إشارة حسّية أو معنويّة إليه.
وهي مبنيّة ما عدا المثنى والمبنيّ منها ألفاظ كثيرة من أشهرها: ذا (هذا)، ذِهِ
(هذهِ)، ذي (هذي)، أولاءِ (هؤلاء).
· الأسْماءُ
المَوْصُولة: وهي نوعان:
النوع الأول: الأسماء المختصّة، وهي مبنيّة ماعدا المثنى، والمبنيّ منها هو: الذي (للمفرد)، التي (للمفردة)، الذينَ
(لجماعة الذكور)، اللائي، اللاتي، (لجماعة الإناث)، الأُلى (للجمع
مطلقا، المذكر والمؤنث والعاقل وغيره).
مثل: تكلَّمَ الذي أخطأَ، وتكلّمت التي أخطَأَت، وتكلّمَ الذين (أو الأُلى)
أخطؤوا، وتكلّمت اللاتي (أو اللائي، أو الأُلى) أخطأْنَ
والنوع الثاني: المشتركة، وهي التي تكون بلفظ واحد مع الجميع، وأهمها: (مَنْ)، مثل ؛ جاء مَنْ غاب عنّا، و(ما)، مثل:
أعجبني ما قلتَ.
· أسْماءُ
الشَّرْط: ومن أبرزها:
(مَنْ)، مثل: مَن يُرد الله به خيرًا يفقّهْه في الدين.
و(ما)، مثل: {وما تفعلوا من خير يعلمْه الله}.
و(مهما)، مثل: مهما تفعلْ من خير تجدْ جزاءه.
و(متى)، مثل: متى تسافرْ أسافرْ معك.
و(أينما)، مثل: أينما تسكنْ أسكنْ معك.
و(حيثما)، مثل: حيثما تستقمْ يقدّرْ لك الله النجاحَ.
· أسْمَاءُ
الاسْتِفْهَامِ: ومن
أشهرها:
(مََنْ) للسؤال عن العاقل، مثل: مَن أبوك؟
و(ما) للسؤال عن غير العاقل، مثل: ما أخباركم؟
و(متى) للزمان، مثل: متى الاختبارات؟
و(أينَ) للمكان، مثل: أين تسكن؟
و(كيف) للسؤال عن الحال، مثل: كيف حضرتَ هنا؟
و(كم) للسؤال عن العدد، مثل: كم أنتم؟
3. أنواع الإعراب (أحكامه):
الحديث
الآتي في هذه الفقرة والفقرة الرابعة بعدها هو عن المعرب من الأسماء والفعل
المضارع؛ لأنّهما هما التي ترد عليهما أنواع (أحكام) الإعراب الأربعة، وهي:
1. الرفع
،
للأسماء
والفعل المضارع ، يقال فيه: (مرفوع) ، مثل: المؤمنُ يحبُّ الخير، فـ
(المؤمنُ) اسمٌ معرب مرفوع، و(يُحبُّ) فعل مضارع معرب مرفوع.
2. النصب
،
للأسماء والفعل المضارع ، يقال فيه: (منصوب) ، مثل: إنّ المؤمنَ لن يأمرَ
بالشرّ، فـ (المؤمنَ) اسمٌ معرب منصوب، و(يأمرَ) فعل مضارع معرب منصوب.
3. الجرّ
،
للأسماء فقط، يقال فيه: (مجرور)، مثل ، نظرت إلى ورقةِ الأسئلةِ، فـ
(ورقةِ) اسم معرب مجرور بحرف الجرّ، و(الأسئلةِ) اسم معرب مجرور بالإضافة.
4. الجزم
:
للفعل
المضارع فقط، يقال فيه: (مجزوم)، مثل: {لم يلدْ ولم يولدْ}، فالفعلان المضارعان:
{يلدْ} و{يولَدْ} مجزومان بحرف الجزم (لم).
هذه
هي أنواع الإعراب الأربعة ، ولكلّ نوع منها علامة إعرابية أصلية، وعلامة فرعية
عنها، وبيان تلك العلامات هو العنصر الرابع في هذا الباب.
4. علامات الإعراب
الأصلية والفرعية:
للإعراب
علامات أصلية مرتبطة بالنوع (الحكم) الإعرابي المذكور في العنصر السابق، وذلك على
النحو الآتي:
1.
الرفع:
وعلامته
الأصلية (الضمة)، مثل: المؤمنُ يحبُّ الخير، فـ (المؤمنُ)
اسمٌ معرب مرفوع وعلامة الرفع الضمة، و(يُحبّ) فعل مضارع معرب مرفوع وعلامة رفعه
الضمة.
2.
النصب:
وعلامته
الأصلية (الفتحة)، مثل: إنّ المؤمنَ لن يأمرَ بالشرّ، فـ
(المؤمنَ) اسمٌ معرب منصوب وعلامة النصب الفتحة، و(يأمرَ) فعل مضارع معرب منصوب
وعلامة النصب الفتحة.
3.
الجرّ:
وعلامته
الأصلية (الكسرة)، مثل: نظرت إلى ورقةِ الأسئلةِ، فـ (ورقةِ)
اسم معرب مجرور بحرف الجرّ وعلامة جرِّه الكسرة، و(الأسئلةِ) اسم معرب مجرور
بالإضافة وعلامة جرِّه الكسرة.
4.
الجزم:
وعلامته
الأصلية (السكون)، مثل: {لم يلدْ ولم يولدْ}، فالفعلان المضارعان: {يلدْ}
و{يولَدْ} مجزومان بحرف الجزم (لم) وعلامة الجزم فيهما السكون.
هذه
هي العلامات الأصلية للأحكام الإعرابية، وهناك بعض الكلمات من الأسماء والفعل
المضارع تتغير فيها علامة الإعراب إلى علامة فرعية، أي أنّ علامة الرفع مثلاً تكون
غير العلامة الأصلية للرفع وهي (الضمة)، بل تكون علامة أخرى تسمّى علامة فرعية،
مثل: نام الطفلان، فـ (الطفلان) اسم مرفوع لأنّه فاعل، وعلامة رفعه علامة فرعية هي
الألف، وليست العلامة الأصلية (الضمة).
وهكذا في الفعل
المضارع تتغير العلامة الأصلية إلى علامة فرعية في بعض الأفعال ، فالأفعال
المضارعة: (تنالوا) و(تنفقوا) و(تُحبّون) في قول الله تعالى: {لن تنالوا
البر حتّى تنفقوا مما تحبون} لها علامات فرعية:
(تنالوا) :
فعل مضارع منصوب بـ(لَنْ)، وعلامة نصبه حذف النون (علامة فرعية) وليست الفتحة
(العلامة الأصلية).
(تنفقوا)
: فعل مضارع منصوب بعد (حتّى)، وعلامة نصبه حذف النون (علامة فرعية) وليست الفتحة
(العلامة الأصلية).
(تُحبّون)
: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون (علامة فرعية)، وليست الضمة (العلامة
الأصلية).
والكلمات ذوات
العلامات الفرعية محصورة في خمسة أبواب في الأسماء، وفي بابين من الفعل المضارع،
وفي الجدولين الآتيين بيانٌ لتلك الأبواب، مع توضيحٍ موجَزٍ لها:
أولاً: الأسماء
الحكم
|
العلامة
الأصلية
|
الأسماء
الخمسة
|
المثنّى
|
جمع
المذكر السالم
|
جمع
المؤنث السالم
|
الممنوع
من الصرف
|
الرفع
|
الضم
|
الواو
|
الألف
|
الواو
|
الضم
|
الضم
|
النصب
|
الفتح
|
الألف
|
الياء
|
الياء
|
الكسر
|
الفتح
|
الجر
|
الكسر
|
الياء
|
الياء
|
الياء
|
الكسر
|
الفتح
|
- الأسماء الخمسة،
هي: (أبٌ ، أخٌ ، حَمٌ ، ذو "بمعنى صاحب" ، فو "وهو
الفم"). ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء، بشرط أن تكون مضافة
إلى غير ياء المتكلم، مثل: جاء أبوك ، وأكرمت أخاك، وسلّمت على
ذي الفضل.
- المثنّى
،
وهو ما دلََّ على اثنين بزيادة ألف ونون في الرفع، أو ياء ونون في النصب والجرّ،
مثل: قدم الغائبان، وأبصرتُ الرجلين، وذهبتُ إلى المدينتينِ.
- جمع
المذكر السالم ، وهو ما دلّ
على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب
والجرّ، مثل: {قد أفلح المؤمنون}، و{الطيّبات للطيّبين}.
- جمع
المؤنث السالم ، و هو ما دل على
أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره.
وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، نحو: {وَسِعَ كُرسيُّه السَّمواتِ} و{إنّ الحسناتِ يذهبن السيئاتِ}. - الممنوع
من الصرف، أي الممنوع من التنوين لأسباب
كثيرة لا يناسب هذا المقام الموجز بسط القول فيها (وفي آخر مقرر النحو ملحق
بالممنوع من الصرف وُضع لمن أراد معرفة الأحوال التفصيلية التي تكون فيها
الكلمةُ ممنوعةً من الصرف)
والممنوع من الصرف يُجَرّ بالفتحة نيابة عن الكسرة مثل: نظرتُ إلى إسماعيلَ، ومنه قول الله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطنَ كثيرةٍ}، و{يعملون له ما يشاء من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِ وقدورٍ راسياتٍ}.
ثانيًا: الفعل المضارع :
وله كما سبق ثلاثة أحكام إعرابية، هي:
- الرفع
: إذا لم يسبق بأداة نصب أو أداة جزم
.
- النصب
: إذا وقع بعد أداة نصب ، وأدوات النصب هي :
( أنْ ، لن ، كي ، إذن ، حتى
، لام التعليل ).
- الجزم
: إذا وقع بعد أداة جزم ، وأدوات
الجزم هي : (لمْ ، لمّا ، لا الناهية ، لام الأمر ، وأدوات الشرط : إنْ ، مَنْ ، ما ، مهما ،
متى ، أينما ، أنّى ، أيان ، حيثما )
أمّا العلامات الأصلية والفرعية للفعل المضارع فيوضحها الجدول
الآتي:
الحكم
|
العلامة
الأصلية
|
صحيح
الآخر
|
معتلّ
الآخر
|
الأفعال
الخمسة
|
الرفع
|
الضم
|
الضم
|
الضم
|
ثبوت
النون
|
النصب
|
الفتح
|
الفتح
|
الفتح
|
حذف
النون
|
الجزم
|
السكون
|
السكون
|
حذف
حرف العلة
|
حذف
النون
|
- الفعل
المضارع المعتل الآخر:
هو المختوم بحرف علّة (الألف ، الواو ، الياء)، نحو: يسعى، ويدعو، ويرمي. في حال الجزم تكون علامة جزمه حذف حرف العلة، مثل: لا تنسَ ذكر الله، و(لاتدعُ مع الله إلهًا آخر)، ولم يَبْنِ الرجلُ بيته. - الأفعال
الخمسة:
هي كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين، أو ياء المخاطبة، أو واو الجماعة، وسميت بالأفعال الخمسة لأنّ صيغَها خمس، هي: تفعلان، يفعلان، تفعلين، يفعلون، تفعلون.
علامة نصب هذه الأفعال وجزمها هي حذف النون، نحو: يريد التاجران أنْ يشتريا هذه الدار، ولا تشتريا هذه الأرض، وأتريدين أنْ تشتري هذا القماش؟ ويا هند لا تشتري هذا العقد، ويريد العمال أنْ يركَبوا الحافلات، ولا تتأخروا عن أعمالكم.
5.
الإعراب الظاهر والإعراب المقدّر:
المعربات من الأسماء
والفعل المضارع نوعان، منها ما يمكن إظهار علامة الإعراب على آخره، وهذا يسمى
الإعراب فيه إعرابًا ظاهرًا، ومنها ما يتعذّر أو يثقل إظهار علامة الإعراب على
آخره ؛ فتقدّر على آخره علامة الإعراب، ويسمّى الإعراب المقدّر.
فالإعراب
الظاهر:
هو الذي تظهر علاماته على آخر الكلمة، ويظهر على آخر اللفظ الصحيح، نحو: بدأَ المسافرون
يحزمون أمتعتَهم، وأكرمتُ القاضيَ، وعليٌّ يريدُ أن يدعوَ أصحابَه لوليمةٍ.
فكلّ الألفاظ في
الجمل السابقة ظهرت فيها علامة الإعراب.
أمّا
الإعراب المقدّر: فهو الذي لا تظهر علاماته على آخر الكلمة لثِقلٍ، أو تعذر، أو
اشتغال المحل بحركة المناسبة. ويكون في:
1-
الاسم المقصور: وهو الاسم المعرب
الذي آخره ألف لازمة، نحو: الفتَى. وإعرابه يكون بتقدير جميع الحركات عليه للتعذر،
نحو: حضر موسى (مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة) ، ومررتُ بعيسى
يرعى غنمه (مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة)، ورأيت الفتى
يرعى إبله (مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة).
2-
الاسم
المضاف إليه ياء المتكلم، نحو: كتابي، بيتي، تقدّر على آخره (ما
قبل ياء المتكلّم) جميع الحركات لاشتغاله بالحركة التي تتطلّبها ياء المتكلِّم وهي
الكسرة، نحو: خالد صديقِي (مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة)، ووجدتُ
كتابِي (مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة)، ومررت بأبِي
(مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة).
3-
الاسم المنقوص: وهو الاسم المعرب الذي ينتهي بياء لازمة مكسور ما قبلها، نحو:
القاضي، وتُقدر عليه الضمة والكسرة للثقل، نحو: حضر القاضي (مرفوع
وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة)، وذهبت إلى القاضي (مجرور بإلى
وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة).
أما الفتحة فتظهر على
آخره، نحو: رأيت القاضيَ.
4- الفعل المضارع
المعتل الآخر :
1.
الفعل المضارع الذي
آخره ياء مكسور ما قبلها، نحو: يمشي، يبني، تُقدّر عليه الضمة، نحو: زيد يبني
قصراً، وخالدٌ يمشي كلَّ يوم ساعتين. وتظهر الفتحة في حال
النصب، مثل: سعيد لن يأتيَ اليوم.
2.
الفعل المضارع الذي آخره
واو مضمومٌ ما قبلها، نحو: يدعو، يغزو، تُقدّر عليه الضمة للثقل. مثل: الإمام يدعو
للتبرّع للمسجد. وتظهر الفتحة في حال النصب، مثل: العدوُّ لن يغزوَ
أرضَنا.
3.
الفعل المضارع الذي
آخره ألف، نحو: يرعى، يخشى، تُقدّر عليه الضمّةُ والفتحةُ للتعذر، نحو: زيد يسعى
بالصلح بين الناس، وخالد لنْ يخشى النقد.
تدريبات على أحكام
الإعراب وعلاماته الأصلية والفرعية
س1. حوّل المفرد
الذي تحته خط إلى مثنى مرة، وإلى جمع المذكر السالم مرة ثانية:
الجملة
|
المثنى
|
جمع
المذكر السالم
|
موظف
الاستقبال يتأخر عن الحضور
|
|
|
المؤمن
يدرك بحسن الخُلق درجة المجاهد
|
|
|
مهندس
البلديّة ينجز عمله بإخلاص.
|
|
|
س2. ضع خطًّا تحت
الخطأ فيما يأتي ، إذا وجد ، ثم اكتب
تصحيحه أمام الجملة:
- الموظفون
لم يقصّرون في أداء واجباتهم: .............................................................................
- قَدِم
أبانا من العمل مبكّرًا: ..................................................................................................
- إن
المسلمون متعاونون على البِرّ: .........................................................................................
- يا
رجل، لا ترمي الأوساخ هنا: ..........................................................................................
الجملة
|
لم
|
لن
|
أنتم تتابعون أخبار العراق
|
|
|
العامل يسعى للتفوق في عمله
|
|
|
أنتما تجعلان من الله رقيبًا
عليكما
|
|
|
س3. أدخل (لمْ)
مرةً ، و(لنْ) مرةً ثانية على الأفعال المضارعة الآتية:
الجملة
|
لم
|
لن
|
أنتم تتابعون أخبار العراق
|
|
|
العامل يسعى للتفوق في عمله
|
|
|
أنتما تجعلان من الله رقيبًا
عليكما
|
|
|
س4. اختر ممّا بين
القوسين الكلمة الصحيحة:
- إنّ ................ مَن واساك . (أخوك ، أخــــــــــــــــــــــاك ، أخيك).
- قرأت
في المجلة ................ جميلة . ( مقالاتًا ، مقالاتٌ ،
مقالاتٍ ).
- أرسلت
أمريكا ................ الطائراتِ
إلى المحيط (حاملاتَ، حاملاتُ، حاملاتِ).
- قُولا
الحق ولا ................
أحدًا (
تخـــــــــافا ، تخـــــــــــــــــــافان ، تَخَفْ ).
- موظّفُ
الاستقبال لن ................
أعمالَه. (
يُنـــــــــــــــــــهيْ ، يُنْهِ
، يُنْهِيَ ).
- كتبتُ
................... وأرسلتهما. (رسالتانِ
، رسالاتًا ،
رسالتَينِ).
- صلّيت
التراويحَ في ................
كثيرةِ. (
مساجدَ ، مساجدٍ ، مساجدِ)
- كان
عندنا .................. (
عاملان ، عاملَينِ ، عمّـــالاً )
.....................................................................................................................................................................
شكرا للقراءة نتمنا لك الاستفادة
مع تحيــــــــــــــــــــــات
مدونة تحفة القصر في الأدب العربي
مع تحيــــــــــــــــــــــات
مدونة تحفة القصر في الأدب العربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق