أهاجَ قذاء عينيّ الادّكارُ المهلهل التغلبي يرثي أخاه كليباً







في المراثي

قال المهلهل التغلبي يرثي أخاه كليباً وهو جاهلي توفي سنة 531 م

أهاجَ قــــــــــــــذاء عينيّ الادّكارُ؟   هدوءاً فالدمــــــــــــــــوع لها انهمارُ

وصار الليل مشتملاً عليـــــــــــنا   كــــــــــــــــــــــــــأنّ الليلّ ليسَ لهُ نهار

وبتُّ أراقـــــــب الـــــــــجوزاءَ حتى   تقاربَ من أوائلـــــــــــــــــــــــها انحدار

أصرّف مقلتي في إثرْ قـــــــــوم   تباينت البلادُ بــــــــــــــــــــــــــهم فغاروا

وأبكي والـــــــــــنّجومُ مطــــلّعات   كأن لم تحـــــــــــــــــــــــوها عنّي البحارِ

على من نعيت وكان حـــــــــيّا  لقاد الخيلَ يحجــــــــــــــــــــــــــــــبها الغبار

دعوتك يا كليب فلـــم تجــبني   وكيف يجيبني البـــــــــــــــــــــلد القفار؟


أجبني يا كلــــــيب خـــــــلاك ذمّ   ضنينات النـــــــــــــــــــــفوس لها مزار

أجبني يا كلــــيب خـــــــــلاك ذمُّ   لقد فجـــــــــــــــــــــــــــعت بفارسها نزّار

سقاك الغيث إنك كـــــــنت غيثاً   ويسراً حين يلتـــــــــــــــــــمس اليسار

وإنك كنتَ تـــــــــــــحلمُ عن رجال   وتعفو عنهم ولك اقــــــــــــــــــــــــتدار

وتمنعُ أن يمســـــــــــــــــهمُ لسانٌ   مــــــــــــــــــــخافة من يحير ولا يجار

وكنت أعــــــــــــدّ قربي منك ربحاً   إذا مـــــــــــــــــــــا عدّت الرّبحَ التّجار

فلا تبعد فكلَّ ســــــــــــــــوف يلقى   شعوباً يستدير بـــــــــــــــــــــها المدار

يعيش المرء عند بنـــــــــــــي أبيه   ويوشك أن يصير بحيث صــاروا


أرى طول الحياة وقــــــــــــــــد تولّى   كما قد يسلب الشيء المـــــــعار

كأنّي إذ نعى الــــــــــــــــنّاعي كليباً   تطـــــــــــــــــــــــاير بين جنبيّ الشّرار

فدرت وقد غشى بـــــــــصري عليه   كما دارت بشاربهــــــــــــــــــا العقار

ســـــــــــــــــــألتُ الحيّ أين دفنتموه   فقالوا لـــــــــــــــــي بأقصى الحيّ دار



فسرت إليه من بلـــــــــــــدي حثيثاً   وطــــــــــــــــــــــــار النّوم وامتنع القرار

وحادثْ ناقتي عن ظـــــــــــــــلّ قبرٍ   ثوى فيهِ المــــــــــــــــــــــــــكارم والفخار

لدى أوطــــــــــــــــان أروع لم يشنهُ   ولم يحدثْ له في الناس عــــــــــــار

أتغدو يا كليــــــــــب معي إذا مــــــا   جــــــــــــــــــــــــــبان القوم أنجاه الفرار

أتغدو يا كلــــــيب معي إذا مــــــــــا   حلوق القوم يشــــــــــحذها الشَّفار

أقول لتــــــــــــــــغلب والعز فيــــــــها   أثيرها لذلكم انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــصار

تــــــــــــتابعَ أخوتي ومضّـــــــــوا لأمر   عليه تتابع القوم الحــــــــــــــسار

خذِ العهد الأكيد عليّ عمـــــــــــــري   بتركي كلّ مــــــــــــــا حوت الدّيار

ولــــــــــــــــستُ بخالعٍ درعي وسيفي   إلى أن يخلع الليلَ النـــــــــــــهار


شكرا للقراءة مع تحيات مدونة تحفة القصر في الأدب العربي شعر المهلهل في المراثي


شاركه على جوجل بلس

عن تحفة القصر في الأدب العربي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع مختاره