الحضارة الإسلامية في الأندلس





تاريخ الأندلس
اقترنت تسمية الأندلس (*) بدخول قبائل الوندال إلى أسبانية بعد الرومان، وهذه التسمية ترتبط بصيغ أخرى هي : الأندلش، والأندليش، وفندلسيا، وفندلس. وتتنوع جغرافية هذه البلاد التي تقع في الجنوب الغربي من أوروبا، وتحيطها المياه من أكثر جوانبها باستثناء جبال ألبرت أو البرتال التي تفصلها عن جنوب فرنسا. تمتاز الأندلس بكثرة الخضرة وجمال الطبيعة؛ مما جعل الكثير من الشعراء يتغنى سحرها وأنهارها، 
    فها هو الشاعر ابن خفاجة الأندلسي يقول :
يـا أهـــــل أندلـس لله دركـم                  مـاء وظل وأنهار وأشــــجارُ
ما جنة الخلد إلا في دياركـم                  ولو تخيرت هذي كنت أختارُ

تعود فكرة فتح الأندلس إلى عهد عثمان بن عفان، وبعد أن فتح المسلمون شمال أفريقية توجهت الأنظار إلى فتح الأندلس، وكانت أول محاولة استكشافية سنة91 هـ، حين أرسل موسى ابن نصير سرية مؤلفة من خمسمئة مقاتل بقيادة أبو زرعة طريف بن مالك المعارفي، ثم أعقبتها فكرة الفتح بقيادة طارق بن زياد حيث تولى قيادة سبعة آلاف جندي سنة 92 هـ، دخلوا جميعاً بأمرته، وقد نفذت العملية في الليل واستغرقت أكثر من ليلة، ثم تقدم إلى منطقة تسمى شذونة بعد شهرين ونصف، إذ واقع الإسبان في معركة البحيرة وكان عدد جيوشهم ما يزيد على أربعين ألفاً. وأخذ طارق يتوغل في أندلس والأخبار تصل أسماع موسى بن نصير، الذي استجاب له بإمدادات جديدة.

العصور في الأندلس

لابد لدارس تاريخ الأندلس أن يتعرف على المراحل التاريخية التي تعاقبت على الأندلس ممثلة في الأنظمة السياسية التي حكمتها؛ لأن الأدب - في مجمله - جارى تلك الأحداث السياسية وتفاعل معها.
وقد اختلف الباحثون في تحديد هذه المراحل وفي أسمائها، وسنختار الرأي الراجح، والأكثر شيوعاً، ونستطيع أن نجملها في خمسة عهود.

1- عهد الفتح والولاية        
يشمل فتح الأندلس (*) بقيادة طارق بن زياد، استغرقت عمليات الفتح أرع سنوات، ثم أعقبه عهد الولاة التابعين لملوك بني أمية في دمشق، وقد كان أول والٍ عبد العزيز بن موسى بن نصير وآخر الولاة يوسف الفهري وتولى خلال هذا العهد حوالي عشرين والياً.
2- العهد الأموي
استهل هذا العهد (*) بدخول عبد الرحمن بن معاوية الأندلس وقضائه على آخر وال كان يحكمها، بعدما هرب من العباسيين في بغداد، حيث قطع الأندلس عن الخلافة ببغداد، وأعلن دولة أموية في الأندلس على غرار الدولة الأموية في دمشق، وتولى حكم الأندلس في هذا العهد سبعة أمراء آخرهم عبد الرحمن الثالث الذي أعلن الخلافة لأول مرة سنة 316 هـ.
ويقسم عهد الإمارة قسمين بحسب الدراسات الأدبية :
عهد التأسيس (138- 206 هـ) وعهد الصراع (206- 300 هـ) (*).

3- عهد ملوك الطوائف وعهد المرابطين
يبدأ العهد الأول (*) بسقوط الدولة الأموية، وقيام ممالك مستقلة بشكل دويلات تماثل عهد الدويلات في الشرق في القرن الرابع الهجري، وقد حكمت الأندلس أسر كثيرة وكيانات متنوعة أشهرها سبع أسر تركزت في أبرز الحواضر الأندلسية، ولم تستمر الحال بملوك الطوائف، حيث عادت الأندلس إلى وحدتها السياسية، بدخول المرابطين (*) وقضائهم على ملوكها سنة 484 هـ، وكان مقيم تلك الدولة يوسف بن تاشفين، واستمر حكم المرابطين حوالي نصف قرن، حيث أصبحت الأندلس ولاية مرابطية، وتؤذن الأندلس بمغيب شمسهم بعد استثواء الموحدين بقيام الدعوة الموحدية مؤسسها محمد بن تومرت.
4- عهد الموحدين
بدأ هذا العهد (*) بمجيء عبد المؤمن بن علي خلفاً لابن تومرت، فمنذ عام 541 هـ تخضع الأندلس لحكم الموحدين في المغرب وتصبح ولاية تابعة لها، واستمر عهدهم حوالي قرن من الزمان حتى عهد بني الأحمر.
5- عهد دولة بني الأحمر في مملكة غرناطة

قامت هذه الدولة في رقعة صغيرة من بلاد الأندلس (*) التي سقطت بأيدي الأسبان، ويبقى المسلمون تحت سيادة بني الأحمر في غرناطة ويستمر حكمهم حوالي قرنين ونصف، ويمثل عهدهم نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، حتى تسقط دولتهم، هي الأخرى لتؤذن بغياب شمس الأندلس الساطعة بعد حضارة إسلامية زاخرة استمرت حوالي ثمانية قرون


المصدر //// كتاب جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب لأحمد الهاشمي طبعة دار الجيل

شكرا للقراءة نتمنا لك الاستفادة 
مع تحيــــــــــــــــــــــات 

مدونة تحفة القصر في الأدب العربي
شاركه على جوجل بلس

عن تحفة القصر في الأدب العربي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع مختاره