في شكوى الزمان
والحال ////
قال الشنفرى المتوقة سنة 510م
قال الشنفرى المتوقة سنة 510م
أقيموا بني أمي صدود مطيّكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
فقد حمّت الحاداتُ والليل مقمرٌ وشدت الطيات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى وفيها لمن خاف القلى
متعزَّل
لعمرك ما في الأرض ضيقٌ على امرئٍ سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيدُ علَّمسٌ وأرقط زهلولٌ وعرفاءُ جيأل
هم الأهل لا مستودع السرَّ ذائعٌ ليهم ولا الجاني بما جرّ يخذل
وكلَّ أبي باسلٌ غير أنني إذا عرضت أولى الطرائد أبسل
وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل
وما ذاك إلا بسطة عن تفضل عليهم وكان الأفضل المتفضل
وإني كفاني فقد من ليس جازياً بحسني ولا في قربه متعلل
ثلاثةُ أصحابٍ فؤاد مشيِّعٌ وأبيض إصليت وصفراء عطّلِ
هتوفٌ من الملس المتون يزينها رصائع قد نيطت إليها ومحمل
إذا زلَ عنها السّهم حنت كأنها مرزأة ثكلى ترن وتعول
ولست بمهياف يعشّى سوامه مجذّعة سقبانها وهي بهَّل
ولا جبَّا أكهى مرّ بعرسه يطالعها في شأنه كيف يفعل
ولا خرقٍ هيق كان فؤاده يظلّ به المكاء يعلو ويسفل
ولا خالف دارية متعزّل يروح ويغدو داهناً يتكحل
ولست بعلّ شرُّه دون خيره ألفُّ إذا ما رعته أهتاج أعزل
ولست بمحيار الظلام إذا انتحت هدى الهواجل العسف يهماء هوجل
إذا الأمعز الصّوان لاقى مناسمي تطاير منه قادحٌ ومفلل
أديم مطال الجوع حتى أميته وأضرب عنه الذكر صفحتً فأذهل
وأستفُّ رب الأرض كي لا يرى له على من الطول امرؤٌ متطول
ولولا اجتناب الذّام لم يلف مشربٌ يعاش به إلا لدي ومأكل
ولكنّ نفساً حرّةٌ لا تقيم بي على الضيم إلا ريثما أتحوّل
وأطوي على الخمص كما انطوت خيوطة ماري تغار وتفتل
وأغدو على القوتِ
الزّهيد كما غدا أزلُّ تهاداه التنائف أطحل
غدا طاوياً يعرض الرّيح هافياً يخوت بأذناب الشّعاب ويعسل
فلمّا لواه القوت من حيث أمّه دعا فأجابته نظائر تحّل
مهللّة شيب الوجوه كأنها قداحٌ بكفّني باسرٍ تتقلقل
أو الخشرم المبعوث حثحث دبره محابيض أرساهن سام معسل
مهرّتةٌ فوهٌ كان شدوتها شقوق العصي كالحاث وبسّل
فضجّ وضجّت بالبراج كأنها وإيّاه نوحٌ فوق علياء ثكّل
وأغضي وأغضت وأتسي واتست به مراميل عزّاها وعزّته مرمل
شكل وشكت ثم ارعوي بعد وارعوت وللصّبر إن يم ينفع الشكو أجمل
وفاءَ وفاءت بادراتٍ وكلّها علىنكظٍ ممّا يكاتم مجمل
وتشرب أسآر القطا الكدر بعد ما سرتْ رباً أحشاؤها تتصلصل
هممت وهمّت وابتدرنا وأسدلت وشمّر مني فارطٌ متمهل
فوليت عنها وهي تكبو لعقره يباشره منها ذقونٌ وحوصل
كأنّ وغاها حجرتيه وحوله أضاميم من سفر القبائل تزَّل
توافين من شتى إليه فضمّها كما ضمَّ ركبٌ من أحاظةُ مجفل
وآلف وجهَ الأرض ند افتراشها بأهدأ تنبيه سناسن قحّل
وأعدل منحوضاً كأنّ فصوصه كعابٌ دحاها لاعبٌ فهي مثّل
فإن تبتئسْ بالشَّنفرى أم قسطل لما اغتبطت بالشنفرى قبلُ أطول
طريد جناياتِ تياسرن لحمه عقيرته لأيّها حمّ أوّل
تنام إذا ما نام يقظي عيونها حثاثاً إلى مكروهه تتغلغل
وإلفُ همومٍ ما تزال تعوده عياداً حمى الربّع أو عي أثقل
إذا وردت أصدرتها ثم إنها تؤوب فتأتي من تحيث ومن علُ
فأمّا تراني كابنة الرّمل ضاحياً على رقة أحفى ولا أتنعل
فإنّى لمولى الصَّبر أجتاب بزّه على مثل قلب السّمع والحزم أفعل
وأعدم أحياناً وأغنى وإنما ينال الغنى ذو البعدة المتبذّل
فلا جزعٌ من خلَّة متكشف ولا مرحٌ تخت الغنى أتخيّل
ولا تزدهي الأجهال حلمي ولا أرى سؤولاً بأعقاب الأقاويل أنمل
وليلة نحسٍ يصطلي القوس ربُّها وأقطعه اللاتي بها يتنبل
دعست على غطش وبغش وصحبتي سعارٌ وإيزيزٌ وواجرٌ وأفكل
فأيَّت نسواناً وأيتمت ولدةً وعدت كما أبدأت والليل أليل
وأصبح عني لابالغميضاء جالساً فريقان مسؤول وآخر يسأل
فقالوا القد هرت بليلٍ كلابنا فقلنا الذئبٌ عسَ أم عسَّ فرعل
فلم يكُ إلا نبأةٌ ثم هومت فقلنا قطاة ريع أو ريعَ أجدل
فإن يك من جنّ لأبرح طارقاً وإن يك إنساً ماكها الإنس يفعل
ويومٍ من الشِّعري يذوب لعابه أفاعيه في رمضائه تتململ
نصبت له وجهي ولكن دونه ولا ستر إلا الأتحمي المرعبل
وضاف إذا هبّت له الريح طيّرت لبائد عن أعطافه ما ترجل
بعيدٌ بمسّ الدُّهن والفلي عهده له عبسٌ عافٍ من الغسل محول
وخرق كظهر الترس قفرٍ قطعته بغاملتين ظهره ليس يعمل
فألحقت أولاه بأخراه موفياً على قنة أقعى مراراً وأمثل
ترود الأرواي الضخم حولي كأنها عذارى عليهن الملاءِ المذّيل
ويركدن بالآصال حولي كأنني من العصم أدفى ينتحي الكبح أعقل
شكرا للقراءة نتمنا لك الاستفادة
مع تحيــــــــــــــــــــــات
مدونة تحفة القصر في الأدب العربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق